28‏/8‏/2014

ربما شيء ما يقبع خلف كل ذلك، شعر روضة السالمي

طرق الريح بابي
كنت أنام
كطحلب نبت على جدار
طاف حولي
عبث بأشيائي
أرجحني قليلا
واستقرّ على ركبتي
مددت يدي أبحث عن رأسي
المنسي
خلف الخزانة
باعني أشياء قديمة
جلست في الزاوية
أرتق الشمس
وأمضغ الغياب
طرق الريح متعبا الباب
طاف بي
لاح كسراب
جال في فضائي
رحل في أوصالي
رماني من القاع
ومضى
مددت يدي في ظلام الصباح
أمسكت خريطة مطموسة الملامح
سددت بها شقوق الباب
جلست وحيدا
كجرح قديم
نزعت رأسي ببطء
وضعته
تحت السرير
تلفلفت بالحبل
شنقت يدي
تناثرت
ولجت جرحا قديما
خرجت حافيا
ممصوص الدماء
تركت يدي الأخرى
مكان المفتاح
صعدت الجدار
حدثني عنكبوت صغير
عن الزيتون والعنب
بكى
وما أبكاني
وصلت السقف
تعلقت كمصباح
انطفأت
فتركت ساقي
وهبطت زاحفا
أصبحت ساقا
دخلت حذاء
وخرجت
ليس لي قلب كي أتركه
زحفت فوق المدينة
وتحتها
ونمت في محطة مهجورة
لقطار قد يأتي

روضة السالمي، 13 أوت 1995

26‏/8‏/2014

Almost Paradise - by Raoudha Selmi

this is my own translation in English of my poetry written in Arabic

 


Almost Paradise

Between the trees
There is one shining apple
As a moon in the sky

Reciting names is what Adam daily does
Snake by snake, worm, mud and water
He likes counting
This is what he daily does
There is a shadow of a naked Eve
She likes dancing
This is what she daily does

Heaven is crowded by Angels
Paradise is continuance
Perhaps it is also perpetuity
But sometimes it seems to be dreary

There is a red apple
In a red twilight horizon

Devil feels weary
Ash is his universe
Inks are his tears

But in his dreams
There are frosts and butterflies
A beautiful female to comb his hair
That is what he likes
That is what she daily does
He likes dreaming
This is what he daily does

Raoudha SELMI
Tunisia, January, 1995"

شعر روضة السالمي: هلاّ تركت شعرك يعبث بوجهي قليلا


اقتربي قليلا،
انحني، ولامسي جبهتي بتلك الشفتين..
لا أستطيع أن أراك
ثقيلة هي الجفون
وأنا على هذا السرير الأخير
لا أستطيع النوم
وغدا لن أكون
(لن أشرب الشاي
ولا الحليب بالعسل)
ليست دمعة
تلك التي سقت وجهي
إنه قطر الندى
وعقد الياسمين
انثريه نجوما
لا
لا تحضري الشموع
أحب أن أتفرّس في الظلام
ضعي يدك على شعري
كم هو جميل ارتعاش الأصابع
لا تخافي
الموتى لا يبكون
إنهم فقط يرحلون
من غير وداع،  ربما
لكنهم يرحلون
ماذا يجري لو أضعت قلمي في السماء
هل سيمطر الحبر كلمات
تتسع لصوت القبور
لا
لا تخافي
الموتى لا يخيفون
إنهم فقط يخافون ضيق السرير
صدّقيني
جيّد هو الرحيل
لا أحب للياسمين أن ينطفئ
قولي له أن يبقى قليلا
ريثما أعتاد الظلام
قولي له ألا يصير نقاط شمع
متجمدة
لا أحس بالبرد
فقط، يرتعش العالم عند قدميّ
في السماء
هل ستصبح لي خيمة
وبعض شمس
الطريق فيه زحام كثير
بعض العصافير فوق الشجرة
تفتح فمها لتقول شيئا
فيخرج الدخان
هل أصبحت السماء مدخنة
لماذا وجهها شاحب؟
لا
لا أحب أن تأتي معي
سريري يعجبني
وإن كان باردا بعض الشيء
هلاّ تركت شعرك
يعبث بوجهي قليلا
لا أستطيع أن أشم عطرك
لكني أحبك
روضة السالمي، تونس، 01 أوت 1995

12‏/8‏/2014

شعر روضة السالمي : الجنة تقريبا

تفاحة تلمع بين الشجر
كما في السماء يطل القمر
وآدم ككلّ مساء يرتّل الأسماء
حيّة، حيّة، دود وطين وماء
وظلّ حواء يرقص عاريا ككلّ مساء
ملاك هنا، ملاك هناك
خلود هي الجنة ليس فيها هلاك
تفاحة حمراء
حمراء كالأفق يخطر فيه الشفق
وإبليس يطارد النعاس
كونه رماد دمعه مداد
وحين، حين ينام
يحلم أنه ينعم بالبرد والصقيع
يجمع الفراش في الربيع
وأنّ له
ابليسة جميلة تمشط شعره كلّ مساء

روضة السالمي – تونس – جانفي 1995