26‏/8‏/2014

شعر روضة السالمي: هلاّ تركت شعرك يعبث بوجهي قليلا


اقتربي قليلا،
انحني، ولامسي جبهتي بتلك الشفتين..
لا أستطيع أن أراك
ثقيلة هي الجفون
وأنا على هذا السرير الأخير
لا أستطيع النوم
وغدا لن أكون
(لن أشرب الشاي
ولا الحليب بالعسل)
ليست دمعة
تلك التي سقت وجهي
إنه قطر الندى
وعقد الياسمين
انثريه نجوما
لا
لا تحضري الشموع
أحب أن أتفرّس في الظلام
ضعي يدك على شعري
كم هو جميل ارتعاش الأصابع
لا تخافي
الموتى لا يبكون
إنهم فقط يرحلون
من غير وداع،  ربما
لكنهم يرحلون
ماذا يجري لو أضعت قلمي في السماء
هل سيمطر الحبر كلمات
تتسع لصوت القبور
لا
لا تخافي
الموتى لا يخيفون
إنهم فقط يخافون ضيق السرير
صدّقيني
جيّد هو الرحيل
لا أحب للياسمين أن ينطفئ
قولي له أن يبقى قليلا
ريثما أعتاد الظلام
قولي له ألا يصير نقاط شمع
متجمدة
لا أحس بالبرد
فقط، يرتعش العالم عند قدميّ
في السماء
هل ستصبح لي خيمة
وبعض شمس
الطريق فيه زحام كثير
بعض العصافير فوق الشجرة
تفتح فمها لتقول شيئا
فيخرج الدخان
هل أصبحت السماء مدخنة
لماذا وجهها شاحب؟
لا
لا أحب أن تأتي معي
سريري يعجبني
وإن كان باردا بعض الشيء
هلاّ تركت شعرك
يعبث بوجهي قليلا
لا أستطيع أن أشم عطرك
لكني أحبك
روضة السالمي، تونس، 01 أوت 1995

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق