11‏/9‏/2014

ليس معراجا وإنما حصان خشبي أزرق صغير

شعر روضة السالمي

حصاني المتعب
حملني بعيدا
طار بي
وعاد مكدودا
يسف الحصى
رآني أمتطيه
جرى خلفي
فلحقته
رآني أشق نهرا
أغسل نعشي في نهر آخر
رآني
نابتا على جدار
بلا الزوايا
رأى ظلي
يعلو ويسفل
رآني
على السلالم
على السطوح
رآني
زجاجا
شظايا
رآني
أصطاد سمكا
في إحدى المقاهي
حصاني حلّق بي
أبصرني
أسقط من نجمة
أفترش غيمة
أحضن الفضاء
أتحطّم على تراب
من سراب
حصاني المتعب
كان يحملني
وكان يراني
هناك
أحلّق عاليا
أبحث بين الخرائب
عن بقايا
عن صورة لم تكن
عن حلم لم يأت
رآني
في قعر حذاء
في المراحيض القديمة
في خوذة
في لغة غريبة
حصاني الأزرق
المتعب الصغير
رآني
بعيدا
وقريبا
وبعيدا رآني
أمسح الشوارع الهرمة
أجول ليلا فيها
أبحث عن نجمة
بين القبور
بين النجوم
بين المرافئ
رآني أمسك البحر
ألقيه بعيدا
أبحث في جوف حوت
عن حوت
حصاني الهرم
جرى بي
كنهر في الأفق
ورآني
أكذب كالمطر
أمسح الحيطان الباردة
وألطم الشجر
رآني
بائسا
غائبا
عابسا
ركض بي حصاني
صبغ الأفق بالياسمين
هزّ رأسه
ابتعد بي
وتركني خلفه
أذوب
كنجمة
ابتعد بي
حصاني المتعب
عاد من أقصى الأفق الشرقي
مكدودا
كنا قد سافرنا في المعنى
آه، حصاني الخشبي الأزرق المتعب الصغير
ليتك تعلم
كيف سقط رأسي
وما زال ملتصقا بالرداء.
10/08/1995

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق