30‏/12‏/2014

أين أخي؟

أين أخي؟

سؤال يؤرّقني منذ مدّة. لم أجد له إجابة. أين أخي؟
أين اختفى أخي الذي كنت أعرفه؟
لا أعرف ماذا جرى له.
لكن علاء تغيّر منذ فترة. لم يعد ينتزع مني جهاز التحكّم ليشاهد أفلام الكرتون.
والأخطر من ذلك أنه توقّف عن مناداتي بالطفل الصغير المدلّل.
وحين اكتشف أنني أتلصّص عليه من ثقب باب غرفته، لم يضربني، ولم يخبر أمي. فقط هزّ كتفيه وقال بنبرة صوت لم أعهدها من قبل "ستبقى دائما ذلك الطفل" وأغلق الباب.
في الواقع كانت تلك الجملة من أقسى ما سمعت في حياتي.
ومن هو ذلك الطفل الذي نعتني به؟ من هو؟ من يكون؟
ولكن انتظر مهلا إنه هو نفسه طفل. فهل نسي ذلك؟
وددت لو ضربني. لو أمسك بذراعي ولواها بعنف كما كان يفعل في السابق. لو أمسك بأذني وهددني بإدخال إصبعه في عيني كي لا أتلصّص عليه مجدّدا.
لو فعل ذلك، لكنت وجدت أن ذلك هو عقاب أستحقه، وأنّ أخي لم يتغيّر.
لكن أخي علاء تغيّر حقا.

روضة السالمي، من مجموعة أنا وأخي – قصص للأطفال