18‏/5‏/2015

جسر، ثلاثة ريشات، وضفدع

جسر، ثلاثة ريشات، وضفدع – روضة السالمي

تمرّ تحت جسر حديدي صدئ ركد فوقه الماء.


تقول في سرّك ماذا لو. فيتحقّق ذلك الـ"لو" .


تجرفك أطنان من حديد وماء آسن إلى حفرة انكشفت تحتك فجأة.


وفي سقوطك المحتوم نحو الظلام ترى شعاعا من نور. وتمتدّ نحوك يد فتمدّ إليها ما تبقى من شمع إصبعك.


تجد نفسك في حضن امرأة من حجر. فتفتح فمك مطيعا كفرخ إوز. وبملعقة كبيرة من خشب تلقمك سائلا من جير وعصارة من لهب. تشعر بالشبع فيسقط على بطنك المكوّرة رأسك الصخري.


يخرج قلبك من صدرك. وينبت له جناحان. يحاول التحليق فيعيقه نسر وثلاثة صقور.


 يتنازع عقابان ما بقي من لحمك المتهرئ المصلوب على بقايا جسر حديدي صدئ.


و يمرّ الماء فوق بقاياك فيمحوها. .


لم يبق إلا أنت.


فقد ترك قلبك ثلاثة ريشات بيضاء قبل أن يغوص في بطن ضفدع أخضر ظهر في المشهد فجأة. أخرج لسانه الدبق من الحفرة الآسنة بسرعة خاطفة ثم قفز بعيدا فرحا بالقلب المنزوع ريشه فيما تلاحقه لعنة الطيور الجارحة.


لا تمرّ تحت جسر أبدا.


آمل أنك عرفت الآن السبب.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق