27‏/4‏/2015

قبل أن أطلّق الشعر للأبد



بعض من أشعار بداياتي... قبل أن أطلّق الشعر للأبد كتابة وقراءة. روضة السالمي

1
بحر تغوص فيه شمس
أغرتها ملوحة الطقس.
وفي المدى تلوح جزيرة
كبيرة صغيرة
هي جزيرة الأحزان
لا بوم فيها ولا غربان..
وحدي أنا.
أجترها مع ضفدع
وجرذان.
روضة السالمي
18.12.1994


2
بعضي يأكل بعضي
فيتساقط البعض شظايا..
لون الأفق في
سمائي
رماد،
وجدار الصمت في شفتي
يعشّش فيه السحاب.
فأقوم وفي القاع بقايا
الصمت في
أناملي،
مرايا.
رماد أنا.
وفي أتون الكون
بارد هو الرماد،
وصقيع الجمر
تنتحر فوقه الجباه،
لا شيء حولي
والغرباء امتصوا
آخر الرحيق،
وآخر المرايا صديد
ينزّ من فمي،
ودمي ليس من دمي،
وأناملي نسيج عنكبوت..
وفي الصدر قبر لا يزال
مفتوح المآقي.
أبحث عن وجهي بين
الشظايا،
بين الرماد
وبين الخطايا،
ولا شيء في الطريق
سوى وقع الصمت يدقّ
كحارس القبور.
يشكّ في الصمت داخلها
ويكفر بمن –قيل- سيغفر الخطايا،
كلّ الخطايا..
أنا ووقع الصمت على الطريق
ورماد الكون – قيل قد كان حريق-
من سلالة ذاك الغريق نحن
لحن لنوح الغريق..
أحمل سجني في شفتي،
فتحملني القضبان
إلى القاع ولا أجد شفتي
ولا وجه لي
ويحترق الرماد في عيني
وفي فمي بعض من دماء
وصديد.
روضة السالمي
08.01.1995

3
شمعة درب ليلي الطويل
أرهقها الكون دمعة
فدمعة..
وأنا رماد مطفأة.
ستائر النوافذ تلعب الرياح بها
ولا نور هذا المساء
كشمعة مرهقة.
وتعلو الستائر وتعلو
ولا ضفائر لي
تلهو بها الرياح
وصموت هو هذا المساء
لا صراخ ولا بكاء ولا نواح
صموت هو القمر
يشعل السماء
ورماد هي النجوم
كأعقاب سجائر تذوب
في المدخنة.
روضة السالمي
21.06.1995 – 11.02.1995
4
ليس لديّ أمنية الآن
فقط أن أنام
أو أموت بسلام..
رحب هو القبر
يتلألأ فيه الظلام..
والكون محبرة..
من مدادها الأسود
خُطّ نور أبديّ.
يتغلغل في الأحشاء
ينتهك الفراغ
ولا ينتهي.
والكون مقبرة
سماؤها تفاحة
لم تُقضمِ
وفم الحيّة
جهنّم
والكون فارغ عدا
قلب متعب
ينزّ بالهموم
كبقايا منزل،
بيت عنكبوت ركنه..
والمدفأة
تنتفض
مطفأة.
ليس لي أمنية الآن
سوى الرحيل
في تضاريس الموت
الجميل
رحب فيه الظلام
والكون عرس قتيل.
روضة السالمي
04.04.1995