13‏/5‏/2015

حكاية فقاعات الصابون التي تطايرت في الجوّ ولامست السحاب


قررت قطعة الصابون الصغيرة الخروج، فانزلقت على الحوض وتسلّلت من النافذة.
كانت شمس الخريف تحاول أن تبتسم بلطف وسط غيوم رمادية.
في البداية استمتعت قطعة الصابون بالدفء، رغم خوفها من تشقّق بشرتها الناعمة.
وعندما نزلت أولى قطرات الغيث، قضت وقتا رائقا في نفخ الفقاعات.
ومع حلول المساء، كانت السيول المتدفّقة قد جرفتها تماما.
"هل تقنعك هذه الحكاية، أم تفضّل أن أخبرك أنني أقرضت قطعة الصابون إلى أمي كي تغسل بها ثيابها المتسخة منذ أشهر؟"
هكذا أجابت المرأة زوجها البخيل، العائد لتوّه من الصيد، والذي أصرّ على معرفة سرّ اختفاء قطعة الصابون التي اشتراها منذ أكثر من نصف سنة.
وكانت تلك آخر حكاية تحكيها، إذ تطايرت أشلاؤها في الجوّ ولامست روحها السحاب.

روضة السالمي
13 ماي 2015