4‏/6‏/2015

لقاء على الهامش


كان يجلس على مقعد بالحديقة العمومية، فيما كانت تسند رأسها على كتفه، وكانا يتمتعان بهدوء بشمس الخريف.
قبل ذلك بثلاث سنوات، حدث وأن تأخرت في عملها وفاتها القطار. وكانت جائعة، وفي مزاج سيء. فدخلت مقهى المحطة المكتظ لتبتاع شيئا تأكله، وبالكاد وجدت مكانا شاغرا. استأذنت الرجل الستيني في الجلوس، فأومأ بالإيجاب.
كان يأكل على مهل ويتأملها صامتا، فيما كانت تلتهم شطيرتها بشراهة وعصبية.
بعد دقائق وصل ابنه. ففرغت من تناول شطيرتها على عجل لتفسح له المكان، وخرجت مسرعة لتلحق بالقطار الثاني. وقبل أن يبتلعها الزحام لحق بها الشاب، ابتسم لها قائلا بأنه يعتقد إنها تروق كثيرا لوالده.
ثم أضاف بأنه تعوّد أن يلتقي والده كلّ نهاية أسبوع في نفس الوقت ونفس المكان من المقهى، وكان دائما يحرص على عدم ترك أحد يشغل مقعده.
وأسرّ لها وهو يبتسم بغبطة "أعتقد أنك شخص مميز لأني والدي خصّك بهذا الاستثناء. رجاء اتصلي بي على هذا الرقم إن كان والدي يروق لك".
روضة السالمي