نصــ...وص روضة السالمي: أبنوس وعاج: جلس منتصبا يلتحف السواد. مدّ أصابعه الطويلة. أغمض عينيه. وضغط برفق على الأصابع البيضاء الرقيقة الممتدّة أمامه. أحسّ برجفة في أطرافه. وسرى ال...
قصص قصيرة، مسرح، ترجمة أدبية، مذكرات، مختارات، محاولات، شعر، أغاني.. باختصار أنشر ما يوافق ذوقي...وما يشبهني إلى حدّ ما...
1/11/2011
أبنوس وعاج
جلس منتصبا يلتحف السواد. مدّ أصابعه الطويلة. أغمض عينيه. وضغط برفق على الأصابع البيضاء الرقيقة الممتدّة أمامه. أحسّ برجفة في أطرافه. وسرى الدفء في الأصابع البيضاء الباردة، فانسجمت مع حركات أصابعه الرشيقة، وغمرت المكان أصوت هامسة تشي بالنشوة. وسرت رعشة في الأوصال.
استعمل كلّ جسده للتعبير عما يخالجه من مشاعر. وتوهّجت عيناه من السعادة. عمّت البهجة أرجاء المكان. رقص نوّاس الساعة. وغمز الضوء بعينه الدامعة المتلألئة. أغراه السواد في التوغّل في أعماق الحلم. لامس اللون برفق. فتردّدت أصداء هامسة. تقوّس ظهره. اختلجت أصابعه، وكأنها لامست جمرا ملتهبا. تراقصت في امتداد أفقي. تلاقت. تباعدت. ثم عادت لتتعانق. نشجت الساعة. وغرق الضوء في حزنه. انقبضت أوتار القلب واهتزت. فارتمى على سجادة المشاعر العميقة الخافتة مليئا بالبهجة.
وفي لحظة خاطفة تعانق العاج والأبنوس. وسرت الذبذبات في كلّ اتجاه. والتقت في نقطة وسطى. لا تنتمي لشمال أو جنوب. لم تحدّدها سوى ملامح خشب اللحظة الخافتة. وبعد أن استكانت لغة المشاعر. وقف. ثم انحنى قليلا واختفى خلف الستارة الحمراء التي أجهشت بالبكاء.
روضة السالمي، تونس 2011، من مجموعة أبعد من اللون
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
-
هل سمعتم يا أعزائي عن مملكة الأرانب، والأرنب الصغيرة رانب؟ لم تسمعوا بها بعد؟ هيا معي إذن لأقصّها عليكم، وأنصتوا جيّدا لجدّكم الحنون يخبركم ...
-
لخولة أطلالٌ ببرقة ثهمد***تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد بروضة دعميٍ فأكناف حائلٍ***ظللت بها أبكي وأبكي إلى الغد وقوفاً بها صحبي علي مطيهم...
-
حاولت ترجمة هذه القصيدة للشاعر الكامروني ريني فيلومبي، أرجو أن أكون وفّقت في ذلك. روضة السالمي قصيدة مترجمة: الإنسان الذي ي...