أطفأ اليوم يزن شمعته الخامسة. فأقام له والداه احتفالا بسيطا، بعض الهدايا، كعكة عيد ميلاد، وبالونات تزيّن السقف، ثم استمتعوا بمشاهدة ألبوم الصور.
توقّف يزن عند صورة لأمّه، وسألها:
- ماما لماذا تبدو بطنك كبيرة هكذا؟
تبادل والداه ابتسامة، وأجابته والدته:
- هل نسيت؟ لقد كنت في بطني..
فقال يزن وهو يمرّر يده الصغيرة على بطن أمه:
- وكيف كنت أعيش داخل بطنك يا ماما؟، هل سبّب لك ذلك ألما؟
ربّتت أمه على خدّه وقالت ضاحكة:
- لقد كنت سعيدة بوجودك في بطني.. وعندما كنت تنمو من شهر لآخر، كانت بطني تتمطّط لتوفّر لك الغذاء والإحساس بالراحة..
فتح يزن عينيه بدهشة، وسأل:
- فهل كنت عندما أكبر كلّ شهر، أطفأ شمعة عيد ميلاد؟
ضحك والداه، وقال أبوه:
- لم تكن تطفئ شمعة، لكنك شكلك كان يتغيّر من شهر إلى آخر
تزايد فضول يزن، وسأل وهو يقلّب صفحات الألبوم:
- يعني أنّ شكلي وحجمي كانا يتغيّران باستمرار
أجابته والدته وهي تريه صورة لها وهي برفقة والده:
- هل ترى هذه الصورة، لقد كنت صغيرا بحجم رأس الإبرة
بدا الاندهاش على وجه يزن وسأل غير مصدّق:
- ألهذه الدرجة؟
فقال والده:
- أجل، كنت صغيرا جدا، وقلبك ينبض
التفت يزن لوالده متعجّبا:
- قلبي ينبض وأنا في حجم رأس الإبرة؟ ورأسي... كيف كان شكل رأسي؟
قلّب والده صفحات الألبوم وأشار لصورة أخرى:
- أنظر، أمك هنا في أسبوعها الثالث من الحمل، وكانت رأسك الجميلة ورئتيك تتكوّن شيئا فشيئا
احتضنت درصاف يزن وقالت:
- لقد كانت أياما جميلة.. وأشارت إلى صورة أخرى: انظر، كنت حاملا بك في الشهر الثاني، هذه بطني وقد ازدادت استدارة، فقد بدأت أطرافك العليا والسفلى في الظهور وأخذت معالم وجهك تتضّح..
قال يزن متعجّبا:
- واو... رائع، هل كنت أشبه وجهي الحالي؟
- ليس تماما يا عزيزي، كان بالإمكان من خلال صور الأشعّة تمييز فتحات الأنف، والشكل الأولي لشبكية العين..
وواصل عادل:
- وفي الأسبوع السابع، قارب حجمك حبة الفول
صاح يزن ضاحكا:
- حبّة فول، إنه أمر مضحك
قلّب عادل صفحات الألبوم وقال:
- نعم، إنه لأمر رائع، وفي الشهر الرابع أخذت أعضاؤك مكانها، وبدأت تعمل، وأخذ قلبك يدقّ بسرعة كبيرة..
وأردفت درصاف مازحة وأشارت إلى صورة جديدة:
- وأصبحت بطني أكبر من ذي قبل، انظر، لقد كنت في بداية الشهر الخامس من الحمل وكنت أنت تسبح وتتحرّك في كلّ اتجاه
- الأب: وفي الشهر السادس، تنبّهت حواسك وأصبح بإمكانك أن تشعر بالأصوات في العالم الخارجي
- الأم: وفي تلك الفترة وعندما أصبح حجمك أكبر، كنت أقضي وقتا طويلا في سماع الموسيقى الهادئة
- الأب ممازحا: لكن يبدو أن ذلك لم ينفع، لأنك تحب قرع الطبل
- أووه أبي، هيا أمي، واصلي، إنها حكاية مدهشة
- الأم: كنت كلّما ازداد حجمك، كان بطني يكبر، وكنت أشعر بسعادة لأن نموّك جيد، رغم أنه قد أصبح من الصعب عليّ التنقل والحركة برشاقة
- وفي شهرك الثامن أصبحت معدتك وأمعاؤك وكلاك جاهزة للحياة الخارجية
- وفي الشهر التاسع سمعنا لأوّل مرّة صوتك بعد اكتمل نموّ كبدك ورئتيك
- يعني أن عمري الآن هو خمس سنوات وتسعة أشهر
- لكن الأشهر التسعة التي نقضيها في رحم الأمّ لا يقع احتسابها
- سنفكّر في ذلك مستقبلا
روضة السالمي أكتوبر 2011
توقّف يزن عند صورة لأمّه، وسألها:
- ماما لماذا تبدو بطنك كبيرة هكذا؟
تبادل والداه ابتسامة، وأجابته والدته:
- هل نسيت؟ لقد كنت في بطني..
فقال يزن وهو يمرّر يده الصغيرة على بطن أمه:
- وكيف كنت أعيش داخل بطنك يا ماما؟، هل سبّب لك ذلك ألما؟
ربّتت أمه على خدّه وقالت ضاحكة:
- لقد كنت سعيدة بوجودك في بطني.. وعندما كنت تنمو من شهر لآخر، كانت بطني تتمطّط لتوفّر لك الغذاء والإحساس بالراحة..
فتح يزن عينيه بدهشة، وسأل:
- فهل كنت عندما أكبر كلّ شهر، أطفأ شمعة عيد ميلاد؟
ضحك والداه، وقال أبوه:
- لم تكن تطفئ شمعة، لكنك شكلك كان يتغيّر من شهر إلى آخر
تزايد فضول يزن، وسأل وهو يقلّب صفحات الألبوم:
- يعني أنّ شكلي وحجمي كانا يتغيّران باستمرار
أجابته والدته وهي تريه صورة لها وهي برفقة والده:
- هل ترى هذه الصورة، لقد كنت صغيرا بحجم رأس الإبرة
بدا الاندهاش على وجه يزن وسأل غير مصدّق:
- ألهذه الدرجة؟
فقال والده:
- أجل، كنت صغيرا جدا، وقلبك ينبض
التفت يزن لوالده متعجّبا:
- قلبي ينبض وأنا في حجم رأس الإبرة؟ ورأسي... كيف كان شكل رأسي؟
قلّب والده صفحات الألبوم وأشار لصورة أخرى:
- أنظر، أمك هنا في أسبوعها الثالث من الحمل، وكانت رأسك الجميلة ورئتيك تتكوّن شيئا فشيئا
احتضنت درصاف يزن وقالت:
- لقد كانت أياما جميلة.. وأشارت إلى صورة أخرى: انظر، كنت حاملا بك في الشهر الثاني، هذه بطني وقد ازدادت استدارة، فقد بدأت أطرافك العليا والسفلى في الظهور وأخذت معالم وجهك تتضّح..
قال يزن متعجّبا:
- واو... رائع، هل كنت أشبه وجهي الحالي؟
- ليس تماما يا عزيزي، كان بالإمكان من خلال صور الأشعّة تمييز فتحات الأنف، والشكل الأولي لشبكية العين..
وواصل عادل:
- وفي الأسبوع السابع، قارب حجمك حبة الفول
صاح يزن ضاحكا:
- حبّة فول، إنه أمر مضحك
قلّب عادل صفحات الألبوم وقال:
- نعم، إنه لأمر رائع، وفي الشهر الرابع أخذت أعضاؤك مكانها، وبدأت تعمل، وأخذ قلبك يدقّ بسرعة كبيرة..
وأردفت درصاف مازحة وأشارت إلى صورة جديدة:
- وأصبحت بطني أكبر من ذي قبل، انظر، لقد كنت في بداية الشهر الخامس من الحمل وكنت أنت تسبح وتتحرّك في كلّ اتجاه
- الأب: وفي الشهر السادس، تنبّهت حواسك وأصبح بإمكانك أن تشعر بالأصوات في العالم الخارجي
- الأم: وفي تلك الفترة وعندما أصبح حجمك أكبر، كنت أقضي وقتا طويلا في سماع الموسيقى الهادئة
- الأب ممازحا: لكن يبدو أن ذلك لم ينفع، لأنك تحب قرع الطبل
- أووه أبي، هيا أمي، واصلي، إنها حكاية مدهشة
- الأم: كنت كلّما ازداد حجمك، كان بطني يكبر، وكنت أشعر بسعادة لأن نموّك جيد، رغم أنه قد أصبح من الصعب عليّ التنقل والحركة برشاقة
- وفي شهرك الثامن أصبحت معدتك وأمعاؤك وكلاك جاهزة للحياة الخارجية
- وفي الشهر التاسع سمعنا لأوّل مرّة صوتك بعد اكتمل نموّ كبدك ورئتيك
- يعني أن عمري الآن هو خمس سنوات وتسعة أشهر
- لكن الأشهر التسعة التي نقضيها في رحم الأمّ لا يقع احتسابها
- سنفكّر في ذلك مستقبلا
روضة السالمي أكتوبر 2011